(غيَّرنا الأسماء لحماية خصوصية الأفراد)
تراقب “إيلي” طاهية جدّتها في شهر رمضان، مغطاة بغيوم بيضاء من سكّر البودرة تشبه الثلج. مفتونة بالحركة الذكية في يديها، العجن، والضغط، وتشكيل عجينة الكحك الناعمة. تأخذ “إيلي” وعاء كبيرًا لخلط عجين الطحين والسكر والخميرة والسمن، حتى يُطلب منها التوقف. وعلى الرغم من أن إيلي لا تعرف الفرق أبدًا، فإن طاهية جدّتها، باحترافية مذهلة، تعرف دائمًا عندما تكون العجينة جاهزة. في مكان ما، في مطبخ جدّتها، أم كلثوم (الست) تغني عبر الراديو.
دعاء الصغيرة تلعب بعجينة الكحك في يديها وتضحك بسعادة، بينما تراقبها جدّتها بابتسامة دافئة في عينيها وهي تضع بعض المكسرات في عجينة الكحك، وتضغط بأصابعها برفق على الكُرة، ثم تضعها في قالب معدني صغير، لتشكل كحكة دائرية ممتازة. تراقب دعاء أبناء عمّاتها يلعبون بالعجينة كأنها صلصال صالح للأكل، فيشكلون أشكالًا غير متناسقة ومفهومة، واحد يبدو كأنه ثعبان، وآخر يشبه قطًا مشوّهًا. لكن كل ذلك لا يهم، لأنه يمكنها شم رائحة الكحك الدافئ في الفرن وهي سعيدة
للغاية، لأنها مع جدّتها وأبناء عمّاتها، تخلق أشكال عجينة غريبة وتنتظر تذوق كحك جدّتها بفارغ الصبر.
المُكوِّن السري في الكحك
الشيف التنفيذي لدينا (الشيف ك) فخرنا وسعادتنا في بريدفاست. منذ ولادة بريدفاست في 2016، ابتكر جميع وصفات المخبوزات من الصفر، بناءً على شغفه بالطعام وعقود خبرته في الطهي، وهذه قصة يحب أن يخبرنا بها، يعيشفي مصر نوعان من الأزواج؛ زوجان ثريان للغاية، لكن زواجهما كارثة وكلاهما يكره الآخر، والزوجان الآخران فقيران، لكن يعشقان بعضهما، فهو شمسها وهي ضوء قمره. في أحد الأيام، يخرج الزوجان لشراء طلبات العشاء. فيشتري الزوج الغني أغلى سمك في السوق مع الأعشاب والتوابل. ولكن عندما تقدّم زوجته الوجبة، لا يكون للسمك أي طعم، لأنها لا تشعر بأي عاطفة تجاهه. من ناحية أخرى، لا يمكن للزوج الفقير سوى شراء الفاصوليا لزوجته، ولكن عند رؤيتها له، يغمرها الحب والتقدير فتحضِّر الفاصوليا من قلبها، وتطبخ ألذ وجبة بأبسط المكونات!
هناك نوع من العلم، أو الفن (كما قد يفضّل بعضهم تسميته) لصناعة الكحك. يجب أن يكون التوازن المثالي بين النعومة والصلابة، مع المذاق الكريمي الذي يذوب على
لسانك. ولكن وفقًا لـلشيف “ك”، فإن المكوِّن السري النهائي لأي طبق (حتى طبق الفاصوليا) هو الحب.
الحب هو ما يُلهمنا ألا نتَّبع الطريق السهل عند خبز منتجاتنا. الحب لثقافتنا وتراثنا المصري هو ما يدفعنا للخبز بأفضل المكونات المصرية المحلية. الحب، حتى للغرباء، هو ما يذكّرنا بإعطاء الآخرين ما يحتاجون إليه، وأخيرًا، الحب لعائلتنا وأصدقائنا هو المُكوِّن السري في كحك بريدفاست.
رمضان كريم على كل عائلة بريدفاست.
